الأحد، 20 مايو 2012

مراجعة قبل الأنتخاب



بعد تفحص وتمعين في حال المرشحين , وبعد "استبعاد" اللجنة الانتخابية لأكثر المرشحين حزماً وأكثرهم شطارة وأكثرها صلعاً .. قررت انتخب مرشحي بطريقة " الاستبعاد " كما طريقة اللجنة ..
فالمتبقي من المنافسين ليسوا بكثر وليسوا كثيروا الاقناع كذلك .. ولكن للعبة الانتخاب ابعاد غير الاقناع بكاريزما او مشروع او حتى برامج ذا كلمات تسلب القلوب قبل العقول ..
قانون الاستبعاد سأطبقه في المقام الأول على كل من لم التقي بأي مؤيد له في الشارع امثال فوزي وخيرالله وابو العز الحريري .. وانا على قناعه كامله بأن من أهل بيوتهم من سيرشح غيرهم .. فالحقيقة أنا لا أجد اي منهم يصلح لإدارة سوق الجمعه مع أحترامي الكامل لشخصهم ..
يتبقى لنا ثلاث معسكرات .. ( معسكر القضاة , معسكر روكسي , معسكر التحرير )
نبدأ بمعسكر القضاة ومن العوا للبسطويسي ويا قلبي لا تحزن .. فالعوا بمواقفة أثناء انتمائة للمجلس الأستشاري التمثيلي جعل منه شخصاً غير مقبول حتى سماع صوته وبعيداً عن مواقفة فهو لا يمتلك اي شعبية على أرض الواقع .
نأتي للبسطويسي والذي احترمت موقفه بعد أحداث محمد محمود حين أعلن  انسحابه من السباق وعودته الى محل عمله السابق بالكويت ولكن عودته كانت مفاجأة على الرغم من أن سبب انسحابه مازال قائم ! فمن سفك الدم لا يزال البحث عنه مستمراً ! وبالطبع فهو كذلك لا يملك أي تأييد شعبي ولم تظهر انتخابات المصريين بالخارج اسمه حتى بسفارة الهولولولو
نأتي بعد ذلك " لمعسكر روكسي " وهو المعسكر الأكثر اثارة بسبب كوميديته السوداء ..
فبعد عشره طويلة مع المخلوع وعيش وملح مع أهل بيته يطل علينا السادة شفيق وموسى بمحاولة اثبات نضالهم بسنوات رقصهم على أنغام الفساد المباركي !
فموسى صاحب الكاريزما والعشرة سنوات نضال بخارجية مبارك هو نفسه سارق مشروع  "لرؤية إدارية و حضارية جديدة للدولة المصرية " والمسجل بأسم الشاب أحمد ناجي الملا الطالب بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية .. ولكم أن تبحثوا عن ما ادعيه على الرجل .. ولكن يعتبر موسى من أقوى المرشحين تأييداً في الشارع المصري !
نأتي لشفيق وحقيقة لا أجد ما أقول عن الرجل .. فما يقوله هو على لسانه عجز الجميع عن كتابته  .. فكتابه التهتهات والهمهمات والسكتات ليس بمادة شيقة للقرأة في الأحوال الطبيعية .. ولكن ومن يدري فالمستبعد العائد يمكن أن تصبح تهتهاته يوماً ما عنوانا للصحف الرسمية للبلاد !
أعتقد ان هناك من الاسباب الكافية لأن استبعد كل من ذكروا من معسكري القضاة وروكسي لأسباب تتعلق بما ذكر والكثير من الاسباب والتي تحتاج الى بحور من الحبر لكتابتها .
نأتي للمعسكر الأخير وهو معسكر التحرير والمتبقي منهم ثلاث مرشحين
واحد منهم و واحد مننا و واحد زينا

واحد منهم وبقى مننا .. عبدالمنعم أبو الفتوح .. عشان ولادنا .. ومصر القوية

طبعا علاقة أبو الفتوح بالأخوان وأنه كان "واحد منهم" وتركه للجماعه وانضمامه لجموع الأحرار .. أمر لا يمكن أغفاله في تاريخ الرجل .. ولا يمكن اغفال مدى التأييد الكبير له في صفوف الناخبين الأحرار .. فبطريقة الحشد الذي تعلمه أثناء انتمائة للجماعه وكذلك لأسباب تتعلق بانسحاب البرادعي وتحول مؤيدي البرادعي لباقي المرشحين .. أصبح اسم ابو الفتوح صاحب المركز الأول بجميع استطلاعات الرأي خلال الأشهر القليلة الماضية ولا أنكر رضاي ببرنامج الرجل واعجابي بمجموعة الخبراء المحيطين به والمسؤولين على وضع البرنامج والمحتمل تحمل مسؤولية تنفيذه حال فوزه بالرئاسة .. المفاجأة كانت تأييد التكتل السلفي له بالسباق وهو أمر فارق في سباق الرئاسة لمدى قدرتهم على الحشد كما فعلوا بانتخابات البرلمان .. وهذا الحشد يعتبر عيباً وميزة بنفس الوقت .. فيعتبره البعض أمراً مقلقا لعدم وضوح الرجل
وما هية الوعود المقدمة للسلف في ظل أن قاعدة تأييدة تتسم باللبراليه ! ويعتبر البعض ان هذا التنوع ميزة لجمع الأمة تحت لواء واحد وكلمة واحده .

واحد مننا .. حمدين صباحي

رجل الكلمه الواضحه والرأي البعيد عن التشويش .. جاء شعاره بأنه واحد مننا بلا أي تزييف او مبالغة .. فالرجل بتاريخه وحاضره واحد مننا .. رب لأسرة متوسطة .. صاحب شخصيه ثورية تسببت في سجنه اثناء الحكم السابق .. ناصري من الدرجة الاولى .. أشتراكي المذهب .. لا يحسب على التيار الاسلامي ولا الليبرالي .. بتاريخه ونشأته قريب للطبقة الفقيرة والفلاحين .. وبنضجه ونجاحاته فهو قريب كذلك للطبقة المتوسطة .. لا أجد في الرجل عيبا سوى اشتراكيته البحته والتي لا اتفق معه في تطبيقها بشكل مباشر على المجتمع المصري في الوقت الراهن  .. اكتسب تأييد الكثيرين خلال الاسبوعيين الماضيين فالرجل حين يتكلم لا يخسر أبداً .. لا يمتلك تأييداً من اي تكتلات .. أسهمه في ازدياد مستمر .. وكان لظهوره في مراتب متقدمه بنتائج السفارات تأثيراً واضحاً على تأييده بالداخل .
واحد زينا .. خالد علي
 الشاب المصري اللي زينا .. ساكن في شقة ايجار جديد "زينا" بحي بشتيل  .. يتخذ التوكتوك وسيلة مواصلات "زينا" .
ناشط حقوقي ومدافع عن حقوق الانسان .. قضايا العمال شاغله الاول .. مؤسس لمجموعة من المؤسسات للدفاع عن الغلابة امام المحاكم  .. لم نعرف عنه قبل فتح باب الترشح .. الغريب ان عليه شبه اجماع من الجميع ولكن ولصغر سنه وعدم معرفة الكثير بتاريخه فلا يمتلك الكثير من المؤيدين .. ولكن أعتبره كنزاً ثميناً فبعد فترة واحده أو فترتين رئاسيتين سيكون خالد اللي زينا شخصاً مكتملا لشغل هذا المنصب .. فهو يمتلك كل متطلبات شغله بالتأكيد وبشكل شخصي أعتبره حلماً .

مرسي أخر مرشح وعدم ذكره لم يكن سهواً ولكن لا أعلم هل أذكره بشخصه أم أذكر مشورع جماعته ! فبعد استبعاد الشاطر أتونا بالنكرة المرسي وقالوا نهضة ! ولم يعلنوا هل ستقوم نهضتهم على زجاجة الزيت وكيلو الارز ام ستزيد مكاسب الشعب حتى تصل كيلو من الفاكهة ! وهو من المستبعدين مما لا شك فيه .

باستبعاد مرشحي معسكرات القضاء وروكسي والمرسي .. لم يتبقى سوى مرشحي معسكر التحرير ..
 خالد علي لا يمتلك أي شعبية وأتوقع أن ترشحه ما هو الا لتلميعه لما هو قادم من دورات انتخابية قادمة ..
الاختيار محصور بين أبو الفتوح وحمدين
بشكل شخصي اتمنى ان ارى حمدين رئيساً للبلاد ولكن وللظروف التي شرحتها مسبقاً لن يقع اختياري عليه باستمارة الانتخاب
فأبو الفتوح يمتلك ميزة لا يمتلكها حمدين وهي دعم التكتل السلفي خلفه .. وهذا ما كنت اتمناه لحمدين .
الخوف في اختياري لحمدين هو مسألة تفتيت أصوات حشد الثوار .
والواضح ان الفرق بين ابو الفتوح وحمدين كبير وظهر ذلك في انتخابات الخارج فاحتل ابو الفتوح المركز الاول وتبعه عمرو موسى
وهذا ما يقلقني من اختيار حمدين وتفتييت الاصوات بين المرشحين فتكون الاعادة بين موسى وشفيق !
وهذه الحسابات تخص الجولة الاولى والهدف منها وصول ابو الفتوح للأعادة ليس اكثر .. واتوقع ان تكون الاعادة بينه وبين موسى
اما الاعاده فلها حسابات اخرى .. فأتوقع ان لا نمتلك رفاهية الاختيار حينها لانها ستكون بين معسكري التحرير وروكسي ولا اتوقع وصول المرسي لها
احتمال وصول المرسي للأعادة امام موسى او شفيق ليست مستحيلة ولكن ربنا يستر من العواقب
وصول حمدين وابو الفتوح للأعادة حلم عامل زي اننا نحلم بأن الدوري يرجع مثلا
في حالة وصول موسى وشفيق للأعادة سلمولي على مصر لو قابلتوها 
في حالة فوز شفيق بالرئاسة سلمولي على المصريين لو شوفتوهوم

الثلاثاء، 15 مايو 2012

هَيْبَـــــة

هَيْبَة
اسم علم مؤنث عربي ،
معناه : المهابة ، الإجلال ، الاحترام ، الحذر ، الفزع ، المخافة
وتستخدم كذلك عند تحول "هبه " الى "بت يا هيييـــبه " عند مناداتها من بيرالسلم في بعض أحياء قاهرة المعز ..
اما الاستخدام الاكثر انتشاراً في الفترة الماضية فهو اقترانها بالدولة في مصطلح واحد هو : " هيبة الدولة "  والمستخدم على لسان ساسة المرحلة الانتقالية عند وصفها بانها " اتبعزئت " وأن المطلب الشعبي هو عودة هيبة الدولة اللي راحت !
الامر الغريب انها اصبحت حين تذكر يكون الامر متعلقاً باحتراق مبنى في ظروف غامضة .. او طريق_ لا سمح الله _اتقطع اثناء جولة واحد من الجماعه ولا هتاف عكر صفو ذهن معاليه
اتعبني بحثي عن المعنى الحقيقي لهذا المصطلح قبل كتابة هذه الكلمات .. ولكن , وكأن الكلمة حديثة عهد بلغتنا فلم أحصل على معنىً قاطع أو تعريف بأي من معجمات اللغة .. الا بعض الأجتهادات من بعض الساسة في العصر الحديث .. والغريب انهم أجمعوا على ذكرها في مواضع تخص الجمادات أو عند حصر هيبة الدولة في هيبة شخصهم الكريم !!

انتقلتُ للمحاولة الفردية في الاجتهاد للحصول على المعنى الحقيقي لهذه الهيبة المنسوبة للدولة .. فوجدت ان علي أن اترجم كل كلمة على حده .. فإذا بحثنا عن معنى كلمة " الدولة " .. فسنجد انها مجموعة من القوانين التي تنظم حياة مجموعة من الافراد يعيشون على ارض لها حدود واضحه .. وهذه القوانين ماهي الا حماية لمواطني هذه الارض امنياً واقتصادياً .. والقائمون على هذه القوانين يكون أجرهم عبارة عن ضرائب تستقطع من هؤلاء المواطنين المستهدف خدمتهم وحمايتهم ..أما كلمة " هيبة " : فهي
المهابة ، الإجلال ، الاحترام ، الحذر ، الفزع ، المخافة .. فأذا اختصرنا الدولة في الانسان وعادت عليه الهيبة بأجلالها واحترامها و و و و.. فأين كانوا هؤلاء عندما أصبح الانسان هو أرخص مافي هذه الدولة !
فأصبحنا نودع كل عام بأثني عشر الف قتيل وخمسون الف جريح على الطرق .. ناهيك عن غرق عبارة أعتيداي .. واصطدام قطارين روتيني .. ومقتل مصري بالخارج .. وشاب "كترمايا" ليس ببعيد ولا نعلم وبعد مرور عامين أي نتيجة لأي تحقيقات !!
ولم تذكر هيبة الدولة ولو مرة واحده !
عن أي دولة يتحدثون !!.. فدولتنا قيمتنا .. أدولتهم كراسيهم ؟ !
 فلا هيبة لكل جاعل من كرسيه دوله .

السبت، 12 مايو 2012

المنهج والمنتهج

" حياته كانت سلسلة من التحولات حيث انتقل من قاع الجريمة والانحدار إلى تطرف الأفكار العنصرية، ثم إلى الاعتدال والإسلام، وبات من أهم شخصيات حركة أمة الإسلام قبل أن يتركها ويتحول إلى الإسلام السني، وعندها كتبت نهايته بست عشرة رصاصة في حادثة اغتياله ".
الغريب ان مرحلة قاع الجريمة والانحدار من رحلته كانت تحت مسمى الأسلام ! .. حيث كانت الجريمة أهداف تلك المنظمة التي انشأها بشخصه تحت مسمى
Muslim Brotherhood .. الاغرب انه وعند ابتعاده عن الجريمة كان ايضا في ظل الاسلام !!
الشخص المذكور ليس ببعيد عن ذاكرة اي منا وان لم يكن بشخصه فبقصته التي لم تغفلها شاشات Hollywood .. فــمالكوم X احد اهم منحنيات التناقض في تاريخ البشرية .
السبب في ذكر القصة هو تلك الفترة من حياته والتي كان العنف والجريمة عنواناً لها .. السؤال هو هل هذا هو منهج الاسلام ؟! اعتقد اني لا أحتاج لأن اجيب على هذا التساؤل لان مالكوم جاوبنا عليه بشخصه حين اعتدل و "انتهج" الاسلام بمنهجه الحقيقي .. فالاشكالية اذا بين "المنهج والمنتهج" , هذا ما نتعرض له في مصر بشكل كبير عند الحكم على احدهم ونعيب منهجه بلا اي تحري عن المنهج واستسهال اقرار المنتهجُ منهجا !!

فيأتينا من يشعل الفتن ويدعي سلفيته فيكون الحكم على السلفية المنهج .. ويأتي صاحب الزي الاسود والصليب ليفتننا فنحكم على الكنيسة لا الشخص !
فبقليل من البحث ستجد ان حقيقة منهجهم قد تبرأ منهم ومن افعالهم .. أما ما انتهجوا فهي صورة فقط لينسبوا افعالاً تسئ لذاك المنهج اياً كان .. فالمجال مفتوحاً امام الجميع لان يتحدث بأي صفة كانت وينسب اي فعل كان لاي منهج بدعم من اعلام لا يعلم الا لغة الفتنة

فهل سنراعي عند انتقادنا لأحدهم ان نبحث جيداً حتى نفرق بين المنهج والمنتهج ؟!


الثلاثاء، 8 مايو 2012

سبعه خمسه 1



بين ضجيج الصباح بالأسعاف وضجيج المساء برمسيس كان الجمال .. في هذا اليوم قل الحديث عن ما عشناه بعامنا وذلك في اعتقادي يعود لما مررت به من تجربة جديدة بمدينة الملاهي فهي بالنسة لي  محاكاة حقيقية لما يمر به رواد الفضاء عند خروجهم من نطاق الجاذبية .. ولكن ما لم يعلنه لساني وظل مكنوناً بقلبي هي تلك المشاعر تجاه تلك اللحظات التي عشناها سوياً في عامنا الماضي .. كنت أعلم ان لها ان تخرج ولكن حال بيننا وبينها ما عشناه من يوم يكتب في تاريخ فرهدة الشعوب .. لحظات لم ولن انساها طالما كنت ممن يعيشون على وجه الارض لا جوفها وطالما ذكرت اسمي الذي سماني به والداي .. عام مضى على تلك الكلمة التي وعند البوح بها تغييرت الحياة تغييرت الالوان تغيرت الشخوص من حولي .. عام مضى على ذلك الشعور الذى سرى لأول مرة بامتلاك الدنيا بأسرها .. عام مضى علي وكأني لم أحيى قبله قط .. عام مضى هو كل ما املك من ذكريات .. فقبل ذلك العام كنت شخصاً لا ابالي بذاك المشهد الذي يدور في خاطري يوميا .. بيت جميل أساسه زوجةُ ان ابتسمت للكون ابتسم .. اثاثه ولد وبنت بغنون تلك الغنوة المكونة من كلمتين " ماما وبابا " .. فرغم مغامراتي قبل لقائك كان الحلم مشوشاً .. كان الحلم اشبه بالسراب .. فبكل بساطه كان يفتقد الى اساسه .. شكلاً لا مضموناً .. حيث كان المضمون خيالاً .. وكدت أفقد ذاك الأمل البسيط بلقاء حلمي  .. فكانت ارادة الله فوق احباطاتي دليلاً وسبيلاً للقاء ذلك الحلم الجميل .. فكان الجمال ..وأصبح المشهد مكتملاً .. وأصبح ممكناً ان يكون للحلم مشاهد اخرى واخرى .. فمشهد أخر حيث صرت فوق الستين من العمر مرتدياً زياً اشبه لأن يكون رسمي .. يليق برجل في هذا العمر واقف في حديقة المنزل وانتي بجانبي بين أهلنا وأصدقائنا نحتفل بنفس اليوم الذي احتفلنا به بين ضوضاء المدينة بلا اي شموع .. وبين المشهدين مشاهد كثيرة لو طال بي العمر حتى نصل اليها لما كفيت وصفها .. ذاك الجمال هو من جعلني أحلم بالعيش 100 عام اخرى لأحتفل بنفس اللحظة .. ذاك الجمال هو من جعلني لا أكتفي يوماً برسم تلك المشاهد في مخيلتي .. ذاك الجمال هو فقط ما دفعني لكتابة هذه السطور.. فلو قلت بأن حقيقة وجودكِ في الحياة جعلت من كل الاحلام امراً ممكناً .. لما بعدت شبراً واحداً عن ما اشعر به منذ لقياكِ .. فبهذا اللقاء تشكلت لوحةُ من الاحلام انتي أساسها .. ابتسامتكي اهم عنصرها بل محفزاها الرئيسي بل الوحيد .. فبعد رضى الله ورضى الوالدين أصبحت ابتسامتكي اثمن ما املك بل ورأس مالي بهذه الدنيا .. فصرت لا أحزن الا حين لا ارى تلك الأبتسامة على محياكي حين لقائنا .. ما أكتبه الأن كتابُ ليست له نهايه .. كلماتُ وان كتبت بماء بحورنا لنفذت البحور ولم تنفذ .. سيتبع السطور سطوراً ويوماً سيكتمل المشهد بل تكتمل المشاهد بأذن الواحد الأحد .. وستكون السطور كتاباً نتركه لمن سيخلفنا بأسمائنا ان كتب الله ان يخلفنا احدهم .. لا اتمنى على الله الذي جمعنا الا حياة بطاعته وممات الى لقاء بجنته .. وخلالهم استقبال يوم جديد يبدأ بابتسامة من شفتيكي .. تعطي معناً جديداً للأشياء من حولي.. وتبعث ذلك الدفُ الذي و ان بحثت عنه لم اجده الا بعينيكي .. أخيراً وليس أخراً أشكر الله على لقياكي وكل ما منحني فيكِ .. أشكرك حبيبتي على كل لحظة عشتها معكِ .. أشكر كل أهلنا كل أصحابنا الذين لم يبخلوا علينا يوماً بدعمهم .. وللحديث بقية  :) 
......

الجمعة، 4 مايو 2012

خميسٌ بلا مقال .. بل حالة

خميسٌ بلا مقال ... فهذا الخميس تبع ثلاثاءً اسود .. اكتسب سواده من حمرة دماء اخواتنا , ابائنا , أولادنا , اصحابنا .. قليل منا من فقد قريب له بأحداث كتلك التي نعيشها نظراً لكون تعداد بلدنا يفوق الخمس والثمانون مليون نفس .. فكلمة شهيد لم نعتد عليها الا في كتب التاريخ أو عند ذكر اسم أحد الشوارع التي حملت اسماء شهداءً .. أكثرنا لم يسمع عنهم الا اسمائهم .. ولكن لسبب ما اراده الله ولا نعلمه الى الأن أصبح منا من بدأ اسمه بـــ" الشهيد " ! .. حتى نبتعد عن اشكالية بعضهم في وصف من ماتوا بتلك الاحداث بشهداء فدعونا نتفق على ان معنى كلمة شهيد في المعجم العربي هو: مَنْ يفدي روحه في سبيل عقيدته أو وطنه .. اما احتساب الاجر فهو عند الله ولا يعلم احد باحتساب الشهادة عند الله لأياً كان من مات الا هو.. يبدأ الأمر بمكالمة هاتفية تستقبلها والدة احدهم من مجهول ليسأل ان كان فلاناً قريباً لهم ؟ فيأتي رد الام بأن المذكور هو ابنها ! .. ينتقل المشهد الى المستشفى التي تم التحفظ بها على ابن تلك الأم .. تتوقف الحياة لدقائق لأفاقة الام من الاغماء .. تتمنى هي الا تفوق .. تتمنى اللحاق بأنها .. تتمنى ولو كلمة واحدة منه .. تتمنى ان يسامحها رغم انها كانت امنيته هو حين مات ولكنه كان بعيداً عنها .. تفيق الأم ويدوي صوتها مالئاً المكان باسم ابنها .. تلقي بنفسها على جسد ابنها المغطى بالدم .. تدنو من جبهته تقبلها ولكن ليس كقبلة كل صباح .. انها قبلة الوداع .. يختلط دمعها بدمه .. يختلط صوت نحيبها بصوت قرأن تتلوه اخته الصغيرة في ركن الغرفة.. يحاول اخوه الأكبران يسند الام فلم تعد قادرة على الوقوف .. يصبرها .. يذكرها بأن مسواه الجنه .. يأتي الاهل والاصدقاء تباعاً .. يعلو صوت النبيح والأنين ممن لا يستوعبون ان من اكل معهم البارحة من شرب معهم الشاي من لعب معهم صغاراً من احبهم وأحبوه فارقهم بلا عوده .. فكل واحداً منهم كان يستشعر انه أقربُ من خلق الله الى قلبه .. ينتقل المشهد الى " مشرحة زينهم " ولا زال العويل مستمراً .. تتسلم العائلة جثة ابنهم .. يحملونه بآهاتهم الى مثواه الأخير .. تنتقل المعاناة الى بيوتهم معهم فهاهو سريره هاهي كتبه هاهو دفترة مفتوحاً على أخر ما كتب " أكتب بدمي حياة تانيه لأوطاني " .. صوت هاتفه لم يتوقف عن الضجيج ..على شاشته ظهر اسم فتاة كان يحلم ان يتزوجها.. فصارت تحلم هي بالموت لملاقاته .. في ركن البيت امه التي لا تزال تنتظر مجيئه .. لا تزال تنتظر قبلة كانت تطبع على كفها حين يلاقيها .. تظنها صامته .. ولكن بداخلها بركان من الذكريات بركان من الغضب بركان من التساؤلات  تتلخص في سؤال واحد .. " هو عمل ايه بس عشان تاخدوه مني ؟ " .. صمتها فقط تكسره دمعة تنزل على خديها .. لا يعلم مصدر تلك الدمعة الا الله .. أهي عينيها التي لن ترى فلذتها بعد اليوم ؟ ام هو قلبها الذي فقد اغلى ما يملك بهذه الدنيا ؟ .. ام حزن يديها التي اصبحت لا تقوى على الحراك بعد فراقه ؟! ... بالجانب الاخر فتاةُ بالعاشرة من عمرها تمسك بتلك الدمية الوحيدة التي تملكها والتي كانت هدية من اخوها قبل رحيله بأسبوع واحد حين احتفل بعيد ميلادها .. بل وكان الوحيد الذي تذكره من اهل بيتها .. صوت انينها لم يتوقف منذ فراقه .. تنام فلا ترى غيره فتصحو وهي تنطق باسمه .. فتتذكر وصفه بشهيد فتعود الى ما نامت عليه من أنين .. بصالة البيت يجلس اخوه الكبير برباطة جائشة المعهوده يستقبل المعزيين فهم كثر .. وكأن جميع المصريين يعرفوه .. وتحت جأشة يرقد بركاناً من الألم فهو يتذكر ذاك الاخ منذ تلك اللحظة التي فارقهم فيها ابوهم حين كان اخوه لا يزال صغيراً وكانت الاقدار ان يكون الاخ الاكبر هو من يربي ويحمل هم هؤلاء الصغار.. ولكن اصعب ما بداخله هو " مين قتل أخويا ؟ " " مين يجيب حقه ؟ " يـــــــارب .. المشهد لم ينتهي ولن ينتهي عند عزاء لأسبوع و بضع ايام .. فخلال عام واحد ستجتمع هذه العائلة ثلاث مرات يويماً على طاولة الطعام .. فبحسبة بسيطة .. بضرب عدد ايام السنه في ثلاث وجبات يومية يكون الناتج خمس وتسعون وألف وجبة .. خمس وتسعون وألف نظرة الى كرسيه على الطاولة والذي لم يجلس عليه احد مذ فراقه ..
الى متى سنعيش مجانية القتل ؟! لمصلحة من نقتل ؟! أي دين هذا ؟! اي بشر هؤلاء ؟!


ما تحسبوش الشهيد اداكوا بس حياة"
ما موتوش هو وحده اللى برصاصة رماه
ده طخ ابنه اللى لسه ما اتولدش معاه
وطخ أولاد ولاده لآخر الأيام
موت معاه بشرية كاملة محتملة
عِدّوا كان فيها كام شاعر وكام رسام
وكام طبيب عبقرى بين الأطبا إمام
وفيلسوف له على حكم الليالى كلام
وبنت نظرتها تشفى القلب من داؤه
فى شعب كامل رحل ما عرفش أسماؤه
في جسم كل شهيد فيه مصر مكتملة
فخلوا مصر اللى فاضلة تعيش كما شاؤوا"



الأبيات من قصيدة " يا أهل مصر " للشاعر تميم البرغوثي .