الأربعاء، 25 أبريل 2012

خــــزام

كان لقاءاً حاراً .. فهو لم يرى ابنهٌ فلذةِ كبدهِ مذ تلك الحادثةِ المأساوية .. كان الابن و اصدقائه ينتظرون قدوم احدهم  بأي بشرى .. ولكنه لم يتوقع قدوم والده ..
احتضنهٌ والدهٌ بحرارة  .. كان الصمت يسيطر على الجميع .. كانت النظرات مؤلمة .. كانت اول دمعة من عيون الاب عند التقاء الاعين .. بعدها طأطأ الأب رأسه  وبصوت خالطه حنق البكاء .." مفيش جديد .. اصحابكم وقفو شوية وقفات واعتصموا شوية وكام مظاهرة في وسط البلد وزي ما سبتونا .. الحكومة مبتعملش حاجة ..تحقيق ..لجان منبثقة .. تقصي حقائق وفي النهاية النتيجة .. صفر " .. رفع الاب عينيه الى ابنه فوجد الدمع في عينيه وتفرق اصدقاء ابنه من حولهم واصبح صوت المكان يعلو بالانين وكلمات متقطعة مخنوقة .. أمازالوا يطالبون بالقصاص !...




فاكرين كريم ؟! كريم خزام الشاب العشريني اللي مات وسط أصحابه في بورسعيد .. كريم اللي لما صورته كانت بتتعرض على الشاشات كنا بنتأثر ببراءته .. بعنيه اللي كانت بتشع أمل .. بابتسامه هادية كانت سر دمعة كتير من اللي عرفوا ازاي مات كريم وليه مات .. أنا فاكر كويس أبو كريم لما استضافوه في التلفزيون واتلكم بكل ثبات وقوة .. هنجيب حق اللي ماتوا .. هنجيب حق كريم وااصحابوا .. فاكر كويس أخت كريم اللي دموعها قطعت قلوبنا وهيا بيتحكي عن أخوها اللي ودعوه لماتش كوره واتاريه وداع الفراق .. فراق لحين اللقا عند اللي خلق  ..
مرت الايام ومنا اللي نسي ومنا اللي لسه حزين .. بس ابو كريم قرر الفراق على درب ابنه .. رحل الى الدار الاخرة .. دار كريم وصحابه ..

لقاء صعب .. لقاء كله تسؤلات .. يا ترى الحكومة عملت ايه ؟! يا ترى المجلس عمل ايه ؟! مجلس الشعب اللي انتخبناه جاب حقنا؟! أصحابنا عملوا ايه ؟ زعلوا علينا ؟ لسه بيفتكرونا ؟

تفتكروا الاجابات هترضي كريم واصحابه ؟ تفتكروا لما يعرف ان صراع الرياسة نسانا هيقول ايه ؟ تفتكرا لما يعرف ان مجلس الشعب بيناقش المواقع الاباحية ومشاكل الثانوية العامة واهالي الشهدا يتعوضو بكام الف ؟ ولا لما يعرف خناقة تأسيسية الدستور ولما يعرف ان لجنة تقصي الحقايق اللي راحت بورسعيد رجعوا في يومها عشان الفنادق معجبتهمش هناك ولا لما يعرف ان المشكلة انحصرت في ان ايقاف المصري سنتين كفاية ولا تلاته؟  ولا لما يعرف ان مبارك لسه بيتحاكم وان الظباط بردوا بيطلعوا براءة ولا مثلا لما ابوه يحكيلو عن خلاف العلماء على تسميتهم شهداء ولا لأ وان فطاحل الأمة اجتمعوا على الشاشات لمناقشة امر تصنيفهم وياخدا تعويض ولا لأ ؟ وأن الامر وصل للخلاف في ان الكورة حلال ولا حرام ؟! ولا عن اصحابه اللي اتفصلوا من الجامعه عشان رفعوا صورته وطالبوا بحقه ؟! ولا لما يحكيلوا عن ردة فعل المشير " سايبين البلطجة ليه ؟! "
هو ازاي كل كارثة في البلد دي نهايتها حفظ التحقيقات .. كل كارثة .. وبلاش نرجع ورا اوي بس لو بدأنا بحادثة العبارة لحد اعتقال الجيزاوي في السعودية .. حد يقولي موقف واحد يحسب للقضاء الشامخ ولا لحكومة الثورة ولا لأي مسؤول !! يظهر ان الثوري دي فعلا فوتو شوب !
تفتكروا الحل في ثورة تانية ؟ ولا في حزب البرادعي ولا في ايد الاخوان ولا في انتخابات الرياسه ولا في الدستور ولا في ايد النخب اللي ضيعتنا ؟!
 
يا ترى السؤال ده اصلا ليه حل ؟!
 
اللي اعرفه كويس ان اكيد الحل مش في اليأس .. اللي يستسلم لليأس يخون نفسه ويخون كريم ويخون كل اللي مات عشان الفكرة .. ثورتنا مستمرة .. بحق كل اللي ماتوا .. بحق دمعة كل ام على فراق ابنها .. بحق كل اللي اتهانوا .. ميعزش موت تاني في سبيل العدل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق