الثلاثاء، 10 يوليو 2012

الطرف التاني

الإعتراف بالحق فضيلة .. ولكي نصحح المسار يجب علينا ان نعلم مواضع أخطائنا في الماضي حتى نتفادى الوقوع بها  مجداداً .. لا أعتقد ان ما وصلنا له من حال يمكن وصفه سوى بالعقاب .. بقوانين التوافيق والتباديل او حتى بقوانين الجذب لن تجد نتيجة أسوأ من التى أعلنتها لجنة الانتخابات بعد الفرز ورفض الطعون .. لابد ان نعترف اننا تلقينا أقوى صفعة في تاريخ الامة المصرية .. ولم نستوعب مدى دهاء الطرف المقابل الا الان .. وأعتقد أن السبب هو غلبنا .. محدودية خبرة بالاضافة لحالة عدم ثقة متبادلة من جميع الأطراف والنتيجة فشل .. حين كانت المواجهة مع مبارك كنا نعتمد على غبائه لا ذكائنا .. كانت خطواتنا دائماً رد فعل على غبائه .. لم نبدأ نحن بالفعل أبدا .. وعند سقوطه تغير طرف المواجهة وكان الطرف الجديد أكثر دهائاً .. وللأسف لم نفهم قواعد اللعب الجديدة .. لم يكن اللعب على المكشوف كما تعودنا .. فاللاعب الجديد أكثر قوة وأكثر حنكة وبقليل من الدعم من حلفائه  نصب لنا أكبر مصيدة سياسية  بالتاريخ .. بسلاح ليس بجديد ولكن آليات مواجهته لم تكن متوفرة لدينا .. "فرق تسد" ولكنه هذه المرة لم يكن يريد السيادة ولكنه فقط يريد خروجاً من الباب الكبير وليس الباب الخلفي .. والنتيجة "لم يفهم أحد" .. فوقع الجميع فى الفخ ليبراليون ، اسلاميون ، يساريون ، يمينيون ، فلول ، كنبيون .. الخ .. يجب ان نتوقف عند قبول مرشحي الثورة بما فيهم الإسلاميون بتمرير المادة 28 ! يجب أن نتوقف على قبول الجميع بإجراء الأنتخابات في وجود الفلول .. يجب أن نتوقف عند الدستور الذي لم نعرف بعد له أي ملامح .. وهل ستكون برلمانية أم رئاسية ؟!! .. يجب أن نتوقف عند إنسحاب "الأستاذ" البرادعي وعدم التفاتنا لقراره والمضي قدماً في مهزلة ليست لها معالم .. فعندما أعلن "الاستاذ" انسحابه وسببه بعدم قبوله لمنصب لا يعرف مهامه لعدم وجود دستور كانت فحوى الرسالة انها ليست الا مسرحية هزلية ساقطة ! ولكن لأسباب تتعلق بالعجلة و احياناً الطمع واحياناً اخرى الجهل .. لم نلتفت لرسالة الرجل ! بل ذهب البعض الى تخوينه !
الان فقط عرف الجميع فحوى رسالته ! ولكن أبعد "الشرعية" تفيقون ؟! وماذا بعد ؟! ما هي الحلول ؟! ماذا نحن فاعلون ؟! باستبعاد كلمة "استسلام" لابد أن يكون هناك حلولاً .. أولها بمهزلة الاعادة ؟! اعتقد وللأسف ان الخيار هو المرسي ! ولكن اتحفظ على اعلان دعمه لاننا بحاجة الى بعض التنازلات الصعبة بالنسبة الي الجماعة .. والى اعلان تلك التنازلات فالمقاطعة خيار آخر نمتلكه .. وان لم نحظى بتلك التنازلات فالمقاطعة هي الخيار الوحيد .. فحينها سيصبح كليهما سواء .. ففي الحالتين لا اتوقع استقراراً .. ولن يكون الا بمشاركة الجميع .. فاغفال اصوات تسعة ملايين ناخب لن يكون الا غباء سياسي .. أعتقد أن الضغط للتحقيق مع شفيق في القضايا المتحفظ عليها عند النائب العام او لتطبيق قانون العزل حلاً أخر ولكن لست متأكداً من جدواه للأسف .. السؤال الاهم وماذا بعد ؟! التحزب ام منظمات المجتمع المدني ام الجمعيات الخيرية ؟! أم العودة لعشوائية الثورة ؟! لا أعلم اين يكمن الحل .. ولكني متأكد أن كل حرف سينطقه "الأستاذ" بعد اليوم سيحدد خطوتي القادمة .

أحد اصدقائي " اليسارين " قال الحل في لازم حازم !! ممكن النكتة دي تتحول لواقع ؟ هو في حال إن الرجل أتى بحكم قضائي بعدم اكتساب والدته للجنسية الامريكية هنعمل ايه ؟!

حمدين فلول .

ســ   هتنتخب مين يا ...... ؟
جــ   حمدين ان شاء الله  (وأَسردَ بعض الكلمات لأسباب أختياره) 
ســ   بس حمدين ده فلول ! وأنت راجل ثوري ! هتنتخبه أزاي ؟!
جــ   ايوا مهو مش كل الفلول زي بعض وحمدين مش زي موسى وشفيق !
ســ   بس واحد مسك الوزارة 4 سنين في عهد مبارك أكيد راجل فاسد !
جــ   لأ مش لازم يكون فاسد مهو الراجل مسرقش ومطلعش بحاجة .
ســ   هو مش قال ان عنده أرض !
جــ  وايه المشكلة الراجل عنده ارض زي اي حد
ســ  وهو واحد مسك وزارة الزراعه اربع سنين وعنده ارض كده ميبقاش حرامي ! وبعدين مانت عندك أبو الفتوح مسك وزارة الثروة السمكية 5 سنين ومشوفناهوش طلع بحاجة !
جــ  لا بردو انا شايف انه يقدر يمسك البلد حتى لو كان فلول وخد الارض دي .

الكارثة مش كل اللي فات .. الكارثة اني لما وضحت أني بشتغله رد بكل بساطة " قشطه مانا ثابت على رأيي وبردو هرشحه" !!!
وهذا الحديث ليس أحد قصص الخيال ولا حتى تدريب عملي على كتابة القصة القصيرة .. لا ده حوار واقعي دار بيني وبين أحد زملاء القهوة .. وبالمناسبة مش أحمد اللي بينزل المشاريب .. لا ده البشمهندس "...." !! ايووه متعلم ومتنور

مشكلتي مع الموقف ليس في محدودية معلوماته عن مرشحه ولا اتباعه لطريقة خاطئة في اختياره .. مشكلتي في تبريره السريع لما ادعيته على مرشحه بل وتبرير موقفه بأنه تمسك برأيه في ما معناه أني بادن في مالطا اياً كان مدى صحة ما أقوله !!
وطبعا من الواضح انه اختار مرشحه بعد ما شافه بيتكلم مثلا ولا اعتقد ان المدة اللي شافها تتعدى الخمس دقائق ! .. أو مثلا حد من الحبايب واهل الثقة اقنعه بحمدين ومتعبش نفسه بأنه يطلعه على تاريخه او حتى برنامجه واكتفى بوصفه بأنه أبو شعر مسبسب وضحكة زي العسل !
بالمناسبة قبل حديثي مع زميل القهوة بساعات جمعتني محادثة مع رجل خمسيني غلبان في الشارع وسألته عن مرشحه وكان رده بكل ثقة انه هيرشح المرسي .. ولما سألته عن انتمائه للأخوان .. ظهرت علامات الصدمة في عينيه ورد بأستغراب ولهجة حادة : " ليه هو المرسي أخوان ؟! " .. تصدق المرسي طلع أخوان !!
من هنا تأكدت ان كلمة سر العملية الانتخابية والمكونة من ثلاث أحرف هي "جهل".. جهل بمعنى الانتخابات والهدف منها.. جهل بمعنى الديمقراطية .. جهل بكيفية ان اكون مواطناً ايجابياً .. جهل بكيفية أن نكون بشر .

أمرُ مضحك للغاية أن تجد من يدعم مرشحاً أسقطه أحدهم من رئاسة وزراء بمقابلة تليفزيونية لم تتعد المئة دقيقة وقليل !
أمرُ مضحك أن تجد الاجماع على الحديث عن تاريخ المرشحين لا برامجهم !
أمرُ مضحك أن تجد طبيباً ومدرساً جامعياً يؤيدون أحدهم ومبررهم الوحيد " متيجي نجرب " !
المشكلة اني وانا صغير لما كنا نضحك كتير كده وحد يعيط في الآخر كانت امي تقول انا كنت عارفه انها هتنتهي على كده .
مش عارف هو ممكن بعد اربع سنين تكون طريقتنا مختلفة عن كده ولا صعب ؟!
ممكن بعد اربع سنين يبقى سبب ضحكنا واحنا بنتفرج على المرشحين نكتة القاها أحدهم مش ضحكة سخرية بسبب غباء أحدهم ولا كتير علينا ؟!
ممكن بعد أربع سنين يبقى واحد زي عكاشة في مكانه الطبيعي  مش شاشات المحروق التليفزيون ؟
ممكن "نكون" ؟ ؟ فلقد سئمت "كنا" .